وفي ختام زيارتي إلى حصن الصمود، مدينة سراييفو التي تعتبر واحدة من أبرز المدن في منطقة البلقان، يسعدني أن أودع أهلها الكرام وزملائي الأعزاء، وسط عبق التاريخ وروح الإيمان التي تميز هذه المدينة الجميلة.
تعتبر سراييفو مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا هامًا في أوروبا، حيث تجتمع فيها العديد من الثقافات والأديان، مما يمنحها طابعًا فريدًا وجاذبية سياحية لا مثيل لها. إن لمسات التاريخ العثماني والنموذج المعماري الإسلامي البارز يميزان معالمها الحضارية، بينما يعكس الجسر اللاتيني الشهير عبق الماضي الذي اجتاحها.
تجسد سراييفو رمزًا للصمود والتسامح، حيث تمر بمرحلة من الانتعاش الاقتصادي والثقافي بعد عقود من التحديات والصراعات. يقدم البوسنيون والهرسكيون الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، وتزدهر الحياة خاصة خلال الصيف.
خلال زيارتي، كنت شاهدًا على تجديد الحياة في المدينة، حيث يتزايد الاهتمام بالسياحة الثقافية والتراثية، ويشهد القطاع السياحي استعدادًا لموسم استثنائي بعد تخفيف قيود جائحة كوفيد-19. ويتوقع أن تعزز هذه الزيارة الجديدة للبوسنة والهرسك التبادل الثقافي والاقتصادي بين بلدان العالم.
بالتأكيد، كانت الزيارة مليئة باللحظات المميزة، وتذكرت دائمًا قراءة سورة الفاتحة لروح الزعيم القومي علي عزت يغوفيتش وشهداء معركة الشرف والتحرير، مما يعكس روح التضحية والصمود التي يتحلى بها أهل البوسنة والهرسك.
وبهذه الأفكار والذكريات، أغادر سراييفو وقلبي ملؤه الامتنان والأمل لمستقبلها المشرق، عازمًا على المحافظة على التواصل وتعزيز العلاقات بين شعبينا.