انهي رحلتي الإنسانية الى النيبال، هذا البلد الجميل والهادئ ، بلد يقطنه قرابة 30 مليون ساكن منهم تقريبا 4 في المائة من المسلمين. بلد طبيعته خلابة وتضاريسه وعرة، تمتد فيه سلسلة جبال الهيمالايا وفيه قمة أيفرست الأعلى في العالم والتي من أجلها يأتي آلاف السياح من كل مناطق العالم.
سعدت بالتعرف على هذا الشعب اللطيف، والاطلاع عن قرب على ظروف عيشه خاصة بعد الزلزال الكبير الذي ضرب البلد منذ 3 سنوات والذي خلف أضرارا بشرية ومادية كبيرة. زرت قرى عديدة على الحدود الهندية وكذلك الصينية كما زرت تجمعات سكانية في أعالي الهيمالايا واطلعت على مشاريع الإغاثة العديدة في تلك المناطق في مجالات السكن والمياه والتعليم وسبل العيش والحماية. وتعرفت على شعب مثابر ومرح رغم الفقر الشديد.
العاصمة بسيطة جدا، تشهد اختناقا مروريا خاصة عند ساعات الدروة، وتشهد تلوثا صوتيا جراء الاستعمال المفرط للمنبهات الصوتية و وتلوثا هوائيا كبيرا جراء استعمال السيارات والدراجات النارية ، أغلب المارة ومستعملي الطريق يستعملون كمامات على الفم والأنف.
البلد فيه تنوع كبير في الديانات ولكن الشعب متسامح فيما بينه ودور العبادة منتشرة في جل المناطق.
البلد فيه أمن عجيب، فبالرغم من الفقر الشديد فلا تسمع عن حالات اعتداء مسلح أو عمليات سرقة ونهب واعتراض طريق. حتى ظاهرة التسول تكاد تكون مفقودة هنا. يمكنك أن تترك أغراضك وحاسوبك والهاتف في السيارة وتكون مفتوحة ولا أحد يفكر في السرقة.
طرقات البلد سيئة خاصة خارج العاصمة وجلها جبلية ما يجعل التنقل من مدينة الى أخرى أمر متعب جدا…
تضاريس البلد جبلية، ومنها تنبع عيون مياه عذبة تغذي أودية وأنهار عديدة تعبر القرى والمدن ولأهميتها يلتقي على ضفافها الناس للصيد والسياحة والفلاحة وغسيل الملابس. كما تنتشر فوقها الجسور الحديدية المعلقة التي عادة ما يتعاون على تركيزها متساكني تلك المناطق أو المنظمات الانسانية…
البنية التحتية والخدمات في الصحة والتعليم ضعيفة . نسبة مرتفعة من البطالة. ورواتب الموظفين حتى الساميين منهم ضعيفة جدا.
أعداد كبيرة من النيباليين يعملون في دول الخليج وماليزيا والهند أساسا،وبالرغم من ضعف رواتبهم في تلك البلدان فإنها تعتبر جدية مقارنة بالرواتب في النيبال.
منظمات انسانية دولية عديدة تعمل في النيبال خاصة بعد الزلزال الكبير الذي شهدته البلاد قبل 3 سنوات : 7.8 درجات.
سياسة البلد مستقرة بعد الأزمة التي شهدتها البلاد أوائل الألفينات، حيث تم تغيير نظام الحكم من ملكي الى جمهوري..
في 3 جوان 2001، وفي ليلة واحدة أقدم ولي العهد النيبالي وعمره وقتها 30 سنة على قتل 11 من العائلة المالكة داخل القصر الملكي بما فيهم والده الملك وأمه وبقية العائلة ثم أطلق النار على نفسه في حادثة غريبة وصادمة!!!
تجربة ثرية جدا أضيفها الى رصيدي الإنساني، وأصدقاء جدد تشرفت بمعرفتهم في هذا البلد اللطيف.
والى رحلة إنسانية أخرى في منطقة أخرى من العالم… أستودعكم الله