هذا التاريخ له أهمية خاصة بالنسبة لي لأنه يمثل نقطة محورية في رحلتي المهنية. لقد تخليت عن سبل متوازية لعقود، متوازنًا بين دوري في الهندسة والأكاديمية والبحث العلمي مع المشاركة الفعَّالة في العمل التطوعي مع حركة الكشافة والهلال الأحمر. في كلتا المنظمتين، شغلت مناصب قيادية على الصعيدين الوطني والدولي بالإضافة إلى خدمتي كمستشار شبابي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في منطقة العالم العربي.
في فبراير 2011، وسط هذه الأنشطة المتنوعة، اتخذت مسارًا حاسمًا خلال النزاع الليبي. بقيادة فريق مكون من 60 متطوعًا، يتألف بشكل أساسي من طلابي، في التصدي للأزمة على الحدود التونسية الليبية، قمت بنشرهم بشعور قوي بالالتزام والمسؤولية. استنادًا إلى تدريبهم في التعامل مع الحالات الطارئة السابقة مثل الفيضانات والحرائق البرية، تمكنا من إحداث تأثير معنوي في وقت الحاجة الماسة.
منذ ذلك الحين، قمت بتحويل مساري المهني للتركيز على الجهود الإنسانية، بتولي مسؤوليات قيادية كبيرة في مؤسسات ودول مختلفة. لقد كان لي شرف مراقبة الاستجابات الإنسانية ومشاريع التنمية في العديد من الحالات الطارئة المعقدة حول العالم، مما منحني الفرصة للسفر إلى أكثر من 45 دولة. على وجه الخصوص، أنا فخور بالمشاريع التي نفذناها في فلسطين خلال السنوات القليلة الماضية. ومع ذلك، من المحزن أن نرى التحديات المستمرة التي تواجه الشعب في غزة. ومع ذلك، وسط هذه الصعوبات، أجدد التزامي بدعم هذه القضية وأي جهود نبيلة تهدف إلى تخفيف معاناة الناس.
وبمناسبة هذه الذكرى، أنا ممتن للفرصة التي أتيحت لي لدمج خبرتي المهنية مع شغفي بخدمة المجتمعات المحتاجة. سأواصل بحول الله العمل بتفان لخدمة الناس بعزيمة وثبات وهمة كبيرة